افتتاح الدورة الـ 26 لأيام قرطاج المسرحيّة: المسرح صوت من لا صوت له

عالم النبات
“عالم النبات” يفوز بجائزة أفضل فيلم آسيوي طويل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46
21 نوفمبر 2025
مسرحية الملك لير
مسرحية “الملك لير” : عمل كلاسيكي ضخم ينتصر لأهمية المسرح 
23 نوفمبر 2025
عالم النبات
“عالم النبات” يفوز بجائزة أفضل فيلم آسيوي طويل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46
21 نوفمبر 2025
مسرحية الملك لير
مسرحية “الملك لير” : عمل كلاسيكي ضخم ينتصر لأهمية المسرح 
23 نوفمبر 2025
عرض الكل

افتتاح الدورة الـ 26 لأيام قرطاج المسرحيّة: المسرح صوت من لا صوت له

أيام قرطاج المسرحيّة

وفيّة لموعدها الشتوي ولمبادئ تأسيسها منذ سنة 1983 تعود أيام قرطاج المسرحيّة في دورة جديدة تمتدّ من 22 إلى 29 نوفمبر الجاري وفيّة كذلك للحركة، للإحساس، للأداء… وفيّة للدّهشة التي تُحدثها التجارب العربية والإفريقيّة وتلك القادمة من كلّ مكان في العالم، وفيّة بالتأكيد لاكتشاف مدارس ورؤى ومخابر لم يكن الاطلاّع عليها ممكنا لولا هذه التظاهرة المرجعيّة الأعرق عربيّا وإفريقيّا.

في قاعة الأوبرا أجمل قاعات مدينة الثقافة وعلى الساعة السادسة مساء السبت 22 نوفبر عادت هذه السنة أيام قرطاج المسرحيّة في نسختها السّادسة والعشرين بإخراج ركحي أنيق توزّعت أضواءه بدقّة مدروسة وشاشة عملاقة تضيء بوجوه تركيبة الهيئة المديرة ولجنة تحكيم المسابقة الرسمية والمكرّمين ووجوه من غادرونا هذا العام تاركين بصمة وقطرة عرق على كلّ ركح قدّموا عليه عروضهم ممثّلين كانوا أو مخرجين أو تقنيّين أولائك الذين أضاءوا ركنا في النّفق المظلم وصنعوا البهجة في قلوب عشّاق رابع الفنون…

عود على بدء … تدفّق الحضور لمواكبة حفل افتتاح الدورة التي أعطى السيّد منير العرقي إشارة انطلاقها بعد كلمة ذكّر فيها بشعار الدورة “المسرح وعي وتغيير… المسرح نبض الشارع” مستشهدا بمقولة بريشت بأن المسرح ليس مرآةً تعكس صورة العالم، بل مطرقة نصوغ بها العالم كما يجب أن يكون، أكثر عدلاً، أكثر إنسانية وأكثر نوراً.

مضيفا بأن العروض التي تقترحها أيام قرطاج المسرحية على جمهورها على امتداد دوراتها هي أصوات تحمل معها تجارب مبدعيها وأفكارهم ورؤاهم وأسئلتهم وتضعها أمامهم، ولأن المسرحي المنتبه والمنصت الواعي لا يشيح بوجهه عن الظلم والقهر والألم، في زمن يحتاج فيه العالم أكثر من أيّ وقت مضى إلى فنّ يُقاوم العزلة والخوف، ويُعيد الثقة بالجمال وبالحرية لم يفت مدير التظاهرة أن يذكّرنا بأن نقف الليلة كلنا بصمتٍ يليق بالمقام لغزّة الجريحة الصّامدة وبأن فلسطين هي الوجدان “ومن صميم السؤال الإنساني الذي يحمله المسرح! نذكرها ونرددها لا بالشعارات، بل بما يعرفه الفن وحده: أن نعي أن الضوء مقاومة والفن مقاومة، أن نرفع أصواتنا ونؤمن بأن قول الحقيقة فعلٌ من أفعال الجمال”.

كما استعرض الفنان منير العرقي برمجة هذه الدورة وأهمّ محطاتها على غرار “مسرح الحريّة” كتجربة إنسانية رائدة متفرّدة تمنح صوتا لمن لا صوت له، وملتقى البحوث المسرحية في رسائل الدكتوراه بالجامعات التونسية تثمينا للبحث العلمي في المجال المسرحي. ومذكّرا بقسم مسرح العالم الذي يستدعي كل سنة تجارب متفرّدة ومدارس مختلفة. وفي ختام كلمته أكّد العرقي بأن هذه الدورة كسابقاتها تؤمن بأن الفن لا يزال قادراً على الإنقاذ وقادراً على الإلهام وعلى إنارة الطريق مهما اشتدّت العتمة.

فقرة “غادرونا” خصّصت هذه السنة لمجموعة من المبدعين في المجال المسرحي والتي رحلت عن الركح والساحة الثقافية في غضون هذا العام وهم: 

أحمد حاذق العرف مسيرة ناقد عالي الصوت في حركة الطليعة الأدبيّة

وكبير المسرح والشّاشة فتحي هدّاوي والاستثنائي الرّائد محمد الفاضل الجزيري

والثّوري والمجدّد أنور الشعافي ومن أبرز المساهمين في كتابة “البيان 11” فرج شوشان. وعبير الجبالي حلمة شباب المسرح التي لم تكتمل وصالح البورجيني من أبرز وجوه مسرح الهواية وعمارة المليتي خريج المدرسة التطبيقية لفن الممثل بالكاف ووجه مسرحي وتلفزي اشتغل بين تونس وفرنسا ومختار مليّح خريج المعهد العالي للفن المسرحي وأستاذ ومؤطّر ومن تميّز بين المسرح والشّاشة توفيق الهمامي وصوت الذّاكرة الإذاعية والمسرحيّة محمد علي بالحارث.

كما اختارت هيئة تنظيم الدورة الحالية للأيام المسرحية تكريم مجموعة من الفاعلين من الأسرة المسرحية الموسّعة تقديرا لمسيرتهم وجهودهم في تطوير الفن المسرحي والارتقاء بمجتمعاتهم وإلهام جمهور واسع من عشاقه محليا وعربيا ودوليّا فكان التكريم للطيفة أحرار من المغرب وعماد محسن الشنفري من سلطنة عمان وعبد الرحمان كاماتي من الكوت دي فوار وليلى الرزقي وفتحي العكاري وعلي الخميري ولزهاري السبعي وسليم الصنهاجي وهادي بومعيزة من تونس. 

حفل افتتاح الدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية لم يخلو من حضور الموسيقى كواحدة من عناصر تركيبة المسرح (أب الفنون) فكان الفاصل الأول بإمضاء محمد علي شبيل في أغنية تحمل شجنا وإحساسا رهيفا بصوت إنساني عميق الصدى، بينما كان الفاصل الثاني بصوت أنثوي رقيق لكنه يتوفّر على مساحات متموّجة لبثينة نابولي التي أدت بدورها أغنية فلكلورية بتوزيع عصري.

بعد هذا الافتتاح الرسمي كان جمهور الفن الرابع على موعد مع العرض المسرحي المصري “الملك لير” نص ويليام شكسبير إخراج شادي سرور أداء يحيى الفخراني ومجموعة من الممثلين المسرحيين.

  

اترك تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.