الحروف تسافر” تجربة رائعة وجريئة للجليدي العويني ورجاء الشابي”

الإيسيسكو
الإيسيسكو و”سدايا” توقعان اتفاقية لتفعيل ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
15 ديسمبر 2025
محمد بوحوش
ملتقى علي بن خليفة للقصة يحتفي بتجربة محمد بوحوش
17 ديسمبر 2025
الإيسيسكو
الإيسيسكو و”سدايا” توقعان اتفاقية لتفعيل ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
15 ديسمبر 2025
محمد بوحوش
ملتقى علي بن خليفة للقصة يحتفي بتجربة محمد بوحوش
17 ديسمبر 2025
عرض الكل

الحروف تسافر” تجربة رائعة وجريئة للجليدي العويني ورجاء الشابي”

الحروف تسافر

محمد الهادي الجزيري

تشرّفت مؤخّرا بتلبية دعوة الإعلامية الفاعلة ثقافيّا الصديقة سماح قصد الله، وحضرت في صالونها النصف الشهريّ..بدار الثقافة ابن رشيق، وقد كان مخصّصا الاحتفاء بالجليدي العويني ورجاء الشابي، بمناسبة صدور كتابهما المشترك vers et revers (الحروف تسافر) وهي تجربة هامّة خاضاها معا وأثمرت مجموعة من القصائد المعرّبة والمترجمة لكلّ واحد منهما ..والأهمّ أنّ التعريب وقع هذه المرّة إلى اللهجة التونسية ..ومنها من تحوّلت إلى اللغة الفرنسية ..، وقد أمتعنا القامة الكبيرة في الشعر الغنائي خاصة.. الطيب الجليدي العويني ..بقراءة عدّة قصائد وبالحديث عن ميلاد هذا العمل ..وبداية تشكيله ورحلة إنشائه..، ثمّ تناولت الكلمة الشاعرة الأديبة رجاء الشابي ..فعبّرت عن سعادتها بمشاركة هذا الجهد الإبداعي لواحد من أهمّ الأقطاب الشعرية الغنائية ..، وحدّثتنا عن المدّة التي استمرّ بها العمل عن طريق أدوات التواصل والهاتف وفي لقاءات مباشرة ..، ثمّ قرأت نصيبا من القصائد المترجمة إلى الفرنسية ..

واليوم وأنا بحوزتي الكتاب ..، هذا الجهد المقسّم بينهما ..، هذا الحبّ والوفاء للآخرين الذين رحلوا ..، وأخصّ بالذكر والد رجاء الشابي الذي أصيب بالألْزهايمر في آخر حياته وكتبت عنه ابنته الألم الذي عانى منه والذي ظلّ عالقا بها ..، وقد أجاد تعريبه إلى اللهجة التونسية ..، وأقتطع منها هذه الفقرة :

الألْزهايمر

“ذاكرتك كي خزانه مقفولةْ لبوابْ

مليانه بالفارغ، مغمومه بحْجابْ

وكيف نشوفكْ هكّه يقتلني لعذابْ

ويقتلني ها الغول اللّي خذاكْ وخلدّكْ

شبّتْ قبل الوقتْ

تحطّمت تمزّقتْ

وانت يا بو عْقلْ في عقْلكْ تِسرقتْ”

ما أقسى حالة النسيان التامّ لكلّ شيء..، وهذا ما نجحت رجاء الشابي في تصويره بوجع مرّ وأفلح الجليدي العويني في سحبه من لسان الشاعرة وإدخاله إلى لهجتنا التونسية ….

ثمّة نصوص اقتحمت ذاكرتنا وصارت هي جزء من الذاكرة ..، من ضمنها القصيدة/ الأغنية التي لحّنها وغنّاها سمير العقربي ..وهي : ” أنا عاشق يا مولاتي ” ..، فقد تلبّس الجليدي بالعاشق إلى أن صار هو ..وعبّر عن كلّ متيّم..، وقد ولجت المترجمة رجاء الشابي مختبر الشاعر وممّا اختارت ..كانت هذه القصيدة الرائعة ..، وإليكم مقطع من ترجمتها :

أنا عاشق يا مولاتي

le plus grand sens de ma vie
Tu es le présent et l’avenir aussi
Tu veilles dans mon pouls en silence
Je suis amoureux de votre excellence
Je t’offre des millions de cadeaux
Une vie de rêves, des joyaux
Et un diadème de mes murmures
Sur chaque
présent
Une écriture
Signe de mon amour intense

Je suis amoureux de votre excellence

خلاصة القول ..، كان لقاء ممتعا ينمّ عن الودّ الذي جمع الجليدي برجاء ..ويعكس الحبّ الذي دفعهما إلى ترجمة وتعريب هذه النصوص ..، وخاصة نقلها من الفرنسية إلى اللهجة التونسية والعكس صحيح ..، وبمثل هذه المجهودات ..ومثل هذا التواصل نرفع عن أدبنا الغبار ونفتح له أبوابا مشرّعة على العالم …

وحتّى نلتقي في موعد جديد ..، أترككم مع Histoire de la rose des sables القصيدة التي كتبتها رجاء الشابي بلغة فولتير وتمكّن الجليدي العويني من نقلها إلى اللهجة التونسية باقتدار وجمال :

حكاية وردة الرمال

“قصّة حبّ ويا ما اسمحْها

قصّة الريح مع الوردةْ

كانت توزر مسرحها

زمان قديم ومن مُدّه

ريح مسيّبْ كيف هواهْ

يلفّ على الأرض ويتْعدّى

شايخْ طايرْ يا ما احلاهْ

بين هناشرْ ممْتدّةْ

ماشي سارحْ في مْداهْ

لا حدود ولا شكون يردّهْ

مبتسم يحلم تَراهْ

النوّاره تتشَهّى ودّهْ “

اترك تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.