(بالصور) (ال)عنف لجليلة بكّار والفاضل الجعايبي بتينيريف بجزر الكناري – إسبانيا
16 جويلية 2018كريم الغربي يعود الى بنزرت بنسخة جديدة من مسرحيته “ماهوش موجود”
19 جويلية 2018عرض “جمال دبوز” (الآن أو جمال) في مهرجان قرطاج الدولي هو تشخيص هزلي للواقع المجتمعي والسياسي الراهن عبر مواقف كوميدية جمعت بين الطرافة في التعبير والسياق الدرامي الكوميدي والتجديد والجرأة في الطرح الهزلي الساخر لقضايا المجتمع، صناعة فكاهية متكاملة البنية من حيث الهزل المكشوف والنقد المبطن تلك التي قدمها نجم الكوميديا الفرنسي من أصل مغربي “جمال دبوز” في عرضه الجديد “الآن أو جمال” في ثاني سهرات الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي.
وبعد غياب منذ سنة 2012 عاد الكوميدي الفرنسي الى حلبته المفضلة وهي المسرح ليطل على جمهور مهرجان قرطاج، بعد أن التقى به سابقا سنتي 2004 و2012 ليعتلي ركح المسرح الروماني بقرطاج مرة أخرى في سهرة حصرية للمهرجان فسح في مستهلها جمال دبوز المجال أمام وجه كوميدي شاب تونسي مقيم بفرنسا وهو نضال السعدي.
“حلم طفولتي يتحق اليوم”، هذا ما قاله السعدي بعد أن ظفر بشرف اعتلائه ركح مسرح قرطاج معتبرا حضوره في العرض الخاص لجمال دبوز لحظة تاريخية فارقة في حياته، نضال السعدي الذي عرفه الجمهور التونسي بمشاركته اللافتة في الدراما الرمضانية يعد اليوم من أحد أبرز الوجوه الفكاهية الشابة في فرنسا حيث كانت لمشاركته في البرنامج الكوميدي المعروف On ne demande qu’à en rire الذي يبث على قناة “فرنسا 2” أثرا لافتا على المشاهدين.
جمال دبوز لم يبخل على جمهوره ببهاراته الكوميدية التي اعتاد على اعتمادها في أسلوب آدائه ليخلص الى التوفيق بين العناصر المتضاربة أو المتناقضة لحياة الإنسان في المجتمع، فقد احتفل بهوية المواطن العادي وتموقعه في المجتمع وتفاعلاته مع واقعه المعيش ومع السياسات المنتهجة من قبل أصحاب القرار عبر طرح نسيج سردي مضحك وساخر وكذلك عبر العودة الذهنية الكوميدية المحبوكة لأصله وطفولته، فجمال دبوز كما عهده جمهوره يصنع بصمته الفكاهية باستعادة مواقف هزلية تحضر فيها المفارقات الواقعية المضحكة ليحتفي في نهاية الأمر بالإنسان البسيط وينقد بطريقة هزلية السياسات في العالم والأجهزة الحكومية.
قضايا إنسانية حارقة تعرض لها كذلك دبوز في عرضه من بينها الميز العنصري داخل المجتمعات الغربية فجمال الذي نشأ في فرنسا وولج العمل الفني الاحترافي من الأبواب الواسعة يبدو أنه تعرض لمعاناة الانخراط في مجتمع تطغى عليه الأفكار السلبية المسبقة على غير أهله، فكانت لغته الساخرة والعبثية وحركاته الميمية المتنافرة أدوات لفرض ذاته الفنية وتميزها وسط رهانات صعبة فرضتها تداعيات تاريخية ومجتمعية في البيئة التي يعيش فيها.
نجم الكوميديا الفرنسي الذي أقبل على الحياة ورفع تحدي إصابته بفقدانه يده اليمنى في حادث عبور سكة قطار، بات اليوم في صدارة نجوم الفكاهة الفرنسية فضلا عن تحقيقه لنجاح باهر في عالم الفن السابع خاصة بعد بروزه اللافت في فيلم “زونزون” للوران بونيك سنة 1998 ثم في فيلم “السماء، الطيور…وأمك” لجمال بن صالح في نفس العام.
وتوالت نجاحاته مع فيلم “أستيريكس وأوبيليكس : مهمة كليوباترا” لألان شبات (2001)، ثم جاء عرضه الفردي “100 في المائة دبوز” ليكرس موقعه في طليعة فن السخرية بفرنسا.