إطلاق النسخة العاشرة من الجائزة العربية لأدب الطفل
14 أوت 2018من 26 أوت إلى 01 سبتمبر: الدورة السابعة من ليالي متحف سوسة
27 أوت 2018سهر جمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته الرابعة و الخمسين, ليلة الثلاثاء 14 أوت مع عرضين موسيقيين ; الاول“يوما” للثنائي رامــي الزغلامــي و صابريــن الجنحانــي, أما العرض الثاني فهو “دندري” لمحمد الخشناوي.
“يوما” لوحة فنية راقية
هو عرض متفرد بموسيقاه الهادئة الراقية التي تحمل حزنا و في نفس الوقت فرحا بالحياة و الذكريات.
“يوما” لرامــي الزغلامــي الفنــان وعــازف الغيتــارة والفنانــة صابريــن الجنحانــي, ثنائــي يبدع عندما يغني, يلمس المشاعر عندما يعزف, يسكن القلب عندما يرقص.
ليست الرواية ككل الروايات التي تقص في سائر الأيام, هي أغان مثل “اسمك”, “ليا سنين” و “قمرة و ذيب”, تقص أجمل قصص التفاؤل و الطموح بصنع موسيقى ذات بعد فلسفي ثوري شبابي رفقة أمهر العازفين الشبان, على الباتري زياد بكري, سليم عرجون على البيانو و محمد عزيز بن يوسف على آلة الباس.
الكلمات منسجمة مع الموسيقى المستوحاة في بعض الأحيان من “الجاز” و “البلوس” و النغمات الغربية, هي ايقاعات محكمة من الباتري زينتها لمسات رقيقة من عازف الغيتارا رامي الزغلامي, الذي غنى مع صابرين الجنحاني “تعرفني…كي نغيب و نسرح نركب موج هبالي…نرجع ثنية غدواتي”.
حب البلاد كان أيضا متجسدا مع “يوما” التي نجحت في السفر بنا إلى حنين العائلة و “الحضن الدافئ” في أغنية “توحشت أمي و فرشي و خويا… توحشت الليل و الكرمة كيف تميل…توحشت سنين و ريحة الياسمين”.
الجمهور الكثيف من الأغلبية الشبابية الذي حضر العرض كان متفاعلا مع نهاية كل مقطوعة, بالتصفيق و الأهازيج المتتالية في أغاني الحب, على غرار “نغير عليك…حتى من الشمس… و نخاف عليك من عينين الناس” التي اختتم بها العرض بعد استعمال الجمهور لأضواء الهواتف, ما رسم على المدارج لوحة فنية راقية أثبتت قدرة هذه المجموعة على كسب حب و ثقة الجمهور الحاضر.
كلمــات تونســية غيــر متداولــة وأمثــال شــعبية منســية بعثــت فيهــا روح الجيتــارة, فنجـح رامـي وصابريـن فـي تبليغهـا للجمهور, ف”يوما” لا تؤمن بالحـدود الضيقـة بهدف مواكبـة كافـة أشـكال التطـور.
“الدندري” بين التقليدي و الحداثي
الجزء الثاني من السهرة كان مع “الدندري” الذي يحمل شذرات من طقوس الزيارة و مزيج فريد من نوعه من موسيقى سطمبالي, فهو مشروع خرج إلى العلن بفضل عزيمة محمد الخشناوي الذي طور موسيقى سطمبالي برؤية خاصة جدا.
لم يهدأ بال الجمهور على المدارج منذ انطلاق العرض بالرقص على أغان من صلب تراثنا التونسي المليء بالأسرار و المفاجآت.
إنها مفاجآت اكتشفها البعض من الجمهور لأول مرة بهذا الأسلوب الجديد في أغان مثل “معلم صوفو” و “نانا عيشة” و خاصة الأغنية المعروفة في الوسط التونسي “بابا بحري”, التي أحدثت رجة في صفوف الجماهير التي هبت بكثافة إلى الرقص على إيقاعات نابعة من موروث الأجداد.
الخشناوي نجح في إعادة صياغة موسيقية لهذا التراث و إنتاجه بالات موسيقية حديثة مثل “الباتري”, “البيانو”, “الجيتارا” و “جيتار الباس”, و لكن في نفس الوقت حافظ على الآلات التي تميز السطمبالي ك”شقاشق”, “القمبرة”, “القمبري”, و هكذا يكون محمد الخشناوي قد جمع بين القديم و الحديث ليصنع بطاقة جميلة تجمع بين التقليدي و الحداثي.
“حمودة”, “بابا مرزوق” و “بابا الجيلاني”, لم تكن سوى إبداعات فنية بصوتي بلحسن ميهوب و محمد الجويني, الذين يعتبرا من الجيل الجديد الحافظ لموسيقى السطمبالي التي بقيت متواجدة فقط في بعض أحياء العاصمة.
نجح محمد الخشناوي و زملائه في هذه السهرة في اختراق العوالم المغلقة لموسيقى سطمبالي الروحانية, ف”الدندري” إبحار في الموروث الموسيقي لسطمبالي الحاضرة التونسية, بتصور جديد و إخراج متجدد… انه إنشاد للأرواح المتسامية, للأولياء الصالحين.
“الدندري” و “يوما” هــدفهم واحــد والموســيقى بدورهــا وحــدت الاثنين معــا، مــن أجــل تجسيد فن مغاير يحمل رسالة, و ترســيخ مــوروث ثقافــي, بهدف تحقيــق الانتشار فــي كامــل أنحــاء العالــم.
صور احمد مخلوف