في غار الدماء :المهرجان الصيفي يحتفي بالحياة …وبالفن يتحدّى الارهاب
30 جويلية 2018
سهرة البهجة مع أمير كوستاريكا و أوركسترا “ممنوع التدخين”
30 جويلية 2018
عرض الكل

دال بونو،الباحث ابدا عن الفرحة،الجمال و الحياة

التقى جمهور مهرجان الحمامات الدولي ،في سهرة الثلاثاء 24جويلية، مع آخر أعمال المخرج الايطالي الكبير ،بيبو دال بونو ، بعنوان “لاجويا” (الفرحة).

هو عمل مسرحي متكامل ،يجمع بين النص ،الموسيقى،الرقص و الصور الركحية المشعة. شد انتباه الجمهور، الذي جاء باحثا عن لذة الاكتشاف ،متعطشا للقاء مع واحد من أهم المسرحيين عالميا، وقد عرف لبحثه الفني المتواصل، بعمق أفكاره و بتنكره للسائد و المعتاد. فبيبو دال بونو مخرج و ممثل و باحث قدم للمسرح و السينما أعمالا عدة  تميزت بثرائها الجمالي و الفكري و الفني، و جعلت منه أيقونة و رمزا من رموز المسرح المعاصر في ايطاليا و العالم.

الفرحة، لا جويا ،هي مسافات القراءات المختلفة بين النص المنطوق و الكتابة الركحية. عندما يلتقي المخرج بشخوصه الساكنة فيه، يستحضرها و يدعوها على الركح، فتتجلى حاملة ما تيسر من الذكريات والأحلام والالام ، من السعادة و الوجع. هو عمل اوتوبيوغرافي، موغل في الذاتية و التجربة الشخصية… ينهل مما عاشه المخرج، رحلاته و لقاءاته كذلك لحظاته الحميمية، كرم فيها دال بونو اصدقاء دربه، ممن قاسموه رحلة البحث المضنية عن السعادة و عن المعنى، من تساءلوا معه عن كنه الاشياء.

العرض عبارة عن سرد لذكريات ابت إلا أن تخلد على الركح، بصوته المميز و طريقته الرائعة في القراءة و السرد، يسترسل دال بونو في طرح الأسئلة حينا أو استرجاع الذكريات حينا اخر، داعيا المتفرج أن يتمعن في صمته و أن يرافقه في رحلة بحثه. فقد اختار في مرات عدة ،كسر الجدار الرابع للركح و تقاسم المدرجات مع الجمهور، حدثهم و كان كما “صرح “يبحث عن ذاته في كل واحد من الحضور، يبحث عن انعكاس صورته”.

من لوحة الى اخرى، حملنا دال بونو و شخصياته في رحلة عجائبية جميلة ، حيث الالوان و الاضواء والصور الشعرية .

دال بونو، رسام على الركح، يستعمل مفردات الجسد و الحركة، اللون و الضوء و الفضاء و الموسيقى، ليشكل لوحاته على الركح و يترك العنان للصورة تعبر في رمزية وبلاغة.

تفاعل الجمهور كثيرا مع العرض، و صفق طويلا، لفنان و مجموعة اجادت التعامل مع خصوصيات الركح و فتحت قوسين من الجمال .

البحث عن السعادة رحلة مضنية، تختلف فيها الوجهات و الطرق و لكنها تلتقي في بساطة التفاصيل الصغيرة، في الإنساني فينا، كانت هذه رسالة دال بونو، المجنون العاشق للحياة.

اترك تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.