مهرجان الحمامات الدولي : المواعيد الجديدة
31 جويلية 2019قليبية تحتضن الدورة 34 للمهرجان الدولي لفيلم الهواة
2 أوت 2019نقطة النهاية سوسة
غادر رضا ذيب مدينة باريس في اتجاه مدينة سوسة منذ 2 ماي الفارط. هي مسيرة ساعات قليلة بالطائرة ستستغرق اربعة أشهر لهذا العارض الماشي. تصور هذه التجربة الفنية همزات وصل تربط باريس بتونس. حيث يتبنى الفنان رضا ذيب همزات الوصل هذه بصفته يحمل الجنسيتين التونسية والفرنسية. هذا العرض هو في حد ذاته تعبيرة فنية عن هذا الرابط.
يعيد رضا بواسطة هاتفه الذكي تصوير خطوط “افاقه” على مدى 107 مراحل. في كل مرحلة يأخذ صورة للأفق المنشود عبر تطبيقة بوصلة تعمل بتقنية الواقع المعزّز ويرسل هذه الصور في الوقت ذاته الى المعهد الفرنسي بتونس على شكل بطاقات بريدية كذلك بفضل تطبيقة أخرى تتولى يوميا طباعة وتوزيع هذه البطاقات ثم تعرض بالتوازي. انها مجموعة الصور التي ستكون في النهاية الخط المتواصل لل”أفق”.
تم تصميم هذا المشروع بالشراكة مع المعهد الفرنسي لتونس وبدعم من المنظمات والمؤسسات الفرنسية ، وهو يتناول اشكالية رئيسية تدور حول سؤال أساسي: مالذي يمكن للخط أن يفعله؟ بعبارة أخرى ما هي الإمكانات التشكيلية لأثر مفتوح أو تجريدي؟
"للقيام بذلك ، أختبره من خلال علاقته بالسطح والإيماءة والحركة. أجرب تفاعله مع الهواء والضوء ، واستكشف إمكاناته لثني ، ربط وتوليد أنسجة متنوعة ...أسائل قدراته التعبيرية بين الخيط والأثر..وبما أن خطوة واحدة تفصل الخط المرسوم عن الخط الممشي فمن الطبيعي أن أكون قد انسبت في خط الهروب.. عندها اكون قد فقدت بعضا من حجمي لذلك علي أن أتحرك لأحتل المجال..وفي ها الخضم يفرض السؤال حول البعد المتحوّل للخط، نفسه وتحديدا حول تحول رقمي جذري للخط وعلاقته بالجسد.. نتيجة سببية أتسائل من خلالها: كيف يمكن خلق تهجين ايقاعي؟ كيف أقيم ورشة وأنا أمشي؟ من خلال هذا المنظور تسلحت بهاتفي الذكي – أداة أستخدمها لعدة أغراض منها التخطيط والأرشفة- ثم مشيت.أنا مرسوم كالخط اذن أنا أخط."
ولد رضا ذيب بمدينة سوسة سنة 1966 ، وتخرج من مدرسة الفنون الجميلة في تولون ، وهو يعيش في باريس منذ عام 1991. كان الرسم لفترة طويلة وسيطه المفضّل ، لكنه ومنذ خمسة عشر عامًا بدأ الاشتغال بمجال الأبحاث التشكيلية حيث الاشكالية الرئيسية هي "تحرير" خط المساحة. في البداية ، أخذ مسدسا لاصقا واستخدمه عكس طريقة الاستعمال: مع هذه الأداة ، لم يكن الأمر متعلقًا بالصاق المواد ، بل بالأحرى اقتلاع المادّة وتحريرها.
يصل رضا الى تونس العاصمة يوم 08 أوت ليستكمل مراحل مشيه الأخيرة في مسقط رأسه سوسة مرورا بالحمامات. وفي مدينة سوسة، يستقبله رواق البيرو لعرض جزء من رحلته الشيقة. لكن العرض النهائي سيتخذ شكله المكتمل في شهر سبتمبر برواق المعهد الفرنسي بتونس.