“في العاصفة” لحسن المؤذن …حكاية ثورة تونسية موجهة للكبار

سهرة خاصة للفنانة أماني السويسي يوم الخميس 9 أوت في القصرين
9 أوت 2018
ملك الرّاي “يقلع” في مسرح الهواء الطلق بجربة حومة السوق
13 أوت 2018
عرض الكل

“في العاصفة” لحسن المؤذن …حكاية ثورة تونسية موجهة للكبار

التقى جمهور الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي ليلة الثلاثاء 07 أوت 2018 بمدار قرطاج المكرم في عروضه روح فقيدة المسرح رجاء بن عمار مع المسرحية العرائسية “في العاصفة” لحسن المؤذن ، المسرحية التي تم إنتاجها في شهر فيفري 2018 وتمت  برمجتها في سلسلة من العروض بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس المركز الوطني لفنّ العرائس والذكرى الـ400 لوفاة شكسبير … وهي أولى الأعمال العرائسيّة الموجهة للكبار في تاريخ المركز الوطني لفنّ العرائس، حيث اختار مخرجها اقتباس نصها عن مسرحية “الملك لير” لويليام شكسبير مستعيرا في ذلك مشهد العاصفة المتجلية في الروح المسرحية الشكسبيرية في جنونها الباطني وفي صراعها التراجيدي الوجودي.

ولعل ما ميز العرض للوهلة الأولى هو ذلك الصراع الخفي بين حسن المؤذن مخرج العمل من جهة و الجمهور المتلقي من جهة اخرى ، خاصة في مستوى محاولة المخرج  كسر الأحكام المسبقة حول مسرح العرائس الذي ظلّ في تونس محصورا في عالم الأطفال و تغيير الفكرة  السائدة التي تقول بصعوبة ان لم نقل استحالة توجيه مسرح العرائس الى الكبار …هذا اولا ، ثانيا المجهود الكبير الذي قام به  فاعلو العمل في الاداء و التحريك مع شخصياتهم، ليس فقط في بثّ الروح  في عرائسهم الشكسبيرية بل ايضا قي التماهي  العجيب بين الدمية و محركها.

مسرحية “في العاصفة ” لحسن المؤذن و أداء وتحريك أيمن النخيلي ونهاد التواتي وفاطمة الزهراء المرواني وهيثم وناسي وبلال الجلاصي ووائل باني وفارس العفيف وعبد السلام الجمل ومحمد أمين الكسوري وآمال المليتي، بخصوصياتها النصية التي تتميز بشعرية عالية وبتطرقها لأسئلة إنسانية حارقة  جعلت من الخطاب الشكسبيري في تماه تام مع قضايا الواقع الراهن و ايضا بخصوصيات التقنية والجمالية المدروسة على طريقة “المختبر”والتي سهلت عملية التأليف السلسة بين النص و العروسة ، كذلك بخصوصياتها الدراماتورجية النابعة من تجربة واسعة لمخرجها وخبرة طويلة في مجال الاشتغال على الأعمال المسرحية العرائسية الموجهة لليافعين …كلها خصوصيات جعلت من هذا العمل و رغم نفسه العالمي حيا بروح تونسية  فصراعات كواليس الحكم عرتها بعمق الثورة التونسية وساهم شكسبير التونسي (عفوا) العالمي في ابرازها أكثر للعيان…فمتى تهدا العاصفة؟

اترك تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.