أعلنت جمعيّة ”العمل ضدّ الإقصاء والتّهميش” FACE Tunisie عن اختتام مشروعها التّنموي المحلّي بمنطقة سجنان الذي تمّ إطلاقه طيلة سنة 2018 تحت عنوان “من أجل تمكين اقتصاديّ أفضل لنساء سجنان” وعن نتائجه الكبرى فيما يخصّ أنشطة التّدريب والإحاطة والمرافقة والتّسويق.

 واستهدف المشروع أكثر من 150 إمرأة ريفيّة بمنطقة سجنان، يعملن في عدّة اختصاصات فلاحيّة وحرفيّة، وذلك من أجل تطوير قدراتهنّ في الإنتاج والتّحويل والتّرويج وتنمية مداخيلهنّ وتحقيق استقلالهنّ الإقتصاديّ في إطار وحدات إنتاجيّة أو مجامع تنمويّة أو مؤسّسات صغرى. وتمّ تنفيذ هذا المشروع بدعم من سفارة فنلندا بتونس بالتّعاون مع عدّة وزارات وهياكل وسلط محليّة وجهويّة.

وتمّ اختيار ثلاثة اختصاصات للدّعم والإحاطة في إطار المشروع، وهي: فخّار سجنان (حوالي مائة امرأة مستفيدة) ومنتوجات العولة وتقطير النّباتات العطريّة والطبيّة (حوالي ثلاثين امرأة) ونسج السّجاد والكليم التّقليدي (حوالي عشرين امرأة).

 وانطلق المشروع بتنظيم ورشات للإحاطة والإرشاد وتشخيص الحاجيات، ممّا مكّن من إنتقاء أكثر من مائة وخمسين إمرأة ريفيّة وحرفيّة عبّرن عن حماسهنّ واستعدادهنّ التامّ لتغيير وضعهنّ الاقتصاديّ بإضفاء الطّابع المهنيّ المنظّم لأنشطتهنّ في الإنتاج والتّحويل والتّسويق. ثمّ تواصلت الأنشطة عبر مرافقة مباشرة وتدريبات فنيّة من أجل التّحسين الكمّي والكيفي للمنتوجات واحترام معايير الجودة والتّعليب والتّسويق والتّنظيم الهيكلي والقانوني في إطار مجامع تنمويّة أو مؤسّسات صغرى بهدف التمتع بالامتيازات والمنح والقروض والمشاركة في المعارض والتّظاهرات التّرويجيّة.  

 سلسلة من المعارض وقافلة للمنتوجات المحليّة والتّراثيّة لسجنان بالمؤسّسات الكبرى

ونظّمت جمعيّة ”العمل ضدّ الإقصاء والتّهميش” لفائدة أكثر من 40 إمرأة ريفيّة وحرفيّة من سجنان مشاركات في معارض ترويجيّة بتونس العاصمة من أجل تسويق منتوجاتهنّ وتحسين المداخيل، مثل معرض ARTICADEAUبفضاء ”أكروبوليوم” قرطاج في أواخر شهر نوفمبر 2018، إلى جانب تنظيم قافلة للمنتوجات المحليّة والتّراثيّة لسجنان جابت خلال أسبوع من شهر ديسمبر 2018 عشر مؤسّسات كبرى بالعاصمة وهي: ساجمكوم Sagemcom(الكرم ومقرين)، شركة فرماق Vermeg (ضفاف البحيرة)، بنك الزّيتونة (الكرم)، أورنج (الشرقية والكرم)، كونفارجيس Convergys (الشرقية)، فاليو Valeo (بن عروس)، آرديا ARDIA (القطب التّكنولوجي بالغزالة)، تليبرفورمونس Téléperformance (مونبليزير والكرم)، عزيزة (بن عروس)، بزنس أند ديسزن Business & Decision (ضفاف البحيرة).  

وكانت الفرصة متاحة لموظّفي ومسؤولي هذه الشّركات لاقتناء العديد من المنتوجات وهدايا آخر السّنة من صناعات تقليديّة وزيوت أساسيّة ومنسوجات وزرابيّ ومستحضرات الزّينة والتّجميل بأسعار تفاضليّة. كما وعد بعضمسؤولي المؤسّسات الماليّة مثل “بنك الزّيتونة” و”الزّيتونة تمكين” بمرافقة عدد من حرفيّات سجنان ودعم نشاطهنّ الاقتصادي والتّجاري وتمويل بعض الاستثمارات حسب الحاجة.  

  يذكر أنّ منظّمة اليونسكو كانت قد أدرجت في أواخر شهر نوفمبر 2018 فخّار سجنان ضمن قائمة التّراث الثّقافي العالميّ غير المادّي، ويعتبر ذلك بمثابة تكريم دوليّ رائع للمرأة الرّيفيّة وحرفيّات سجنان وللتّراث والتّقاليد التّونسيّة.

  وصرّحت السّيدة زهرة بن نصر، رئيسة جمعيّة ”العمل ضدّ الإقصاء والتّهميش” قائلة : “لقد سعينا تحت شعار -راس مالك في دارك- إلى دعم ومرافقة النّساء الرّيفيّات وحرفيّات سجنان من أجل تعزيز قدراتهنّ الفنيّة وتنظيم أنشطتهنّ وتحقيق مداخيل مربحة مع إبراز المخزون التّراثي لمنتوجاتهنّ والمشاركة في المعارض الوطنيّة والمبادرات التّرويجيّة بالمؤسّسات”، مضيفة “إنّ جمعيّتنا تعمل بانتظام للحدّ من كافّة أشكال التّفرقة والتّمييز مع دعم الفرص الإجتماعيّة للمرأة والفئات الضّعيفة من أجل التّطوّر والمشاركة في التّنمية الإقتصاديّة والإندماج الأفضل في المجتمع”.

 واختتاما لأنشطة سنة 2018 عرضت حرفيّات سجنان أهمّ منتوجاتها التراثيّة في جناح وزارة السّياحة والصّناعات التقليديّة بمعرض “دار ديكو” بقصر المعارض بالكرم. وانتظم في نفس الإطار حفل تكريم لفائدتهنّ يوم 14 ديسمبر2018 بحضور سعادة السيّدة لينا غاردميستر Leena Gardemeister سفيرة جمهوريّة فنلندا بتونس وعدد من الشّخصيات الوطنيّة ومسؤولي الهياكل الدّاعمة والشّريكة. كما تمّ بالمناسبة توقيع اتفاقيّة بين جمعيّة ”العمل ضدّ الإقصاء والتّهميش” والمركز الفنّي للزّربية والنّسيج بهدف تدريب حرفيّات سجنان طوال سنة 2019 في مجال تقنيات النّسج التّقليدي وإنتاج الزّرابيّ. وتتواصل بذلك فرص تنمية قدرات المرأة الرّيفيّة بسجنان في انتظار مبادرات جديدة ومشاريع تنمويّة أخرى.