مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح ينفتح على المؤسسات الثقافية والتربوية

المسعود للسيارات
المسعود للسيارات تفوز بجائزة “نيسان العالمية 2025” عن الأداء المتميز ضمن فئة الوكلاء
11 ديسمبر 2025
المسعود للسيارات
المسعود للسيارات تفوز بجائزة “نيسان العالمية 2025” عن الأداء المتميز ضمن فئة الوكلاء
11 ديسمبر 2025
عرض الكل

مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح ينفتح على المؤسسات الثقافية والتربوية

مهرجان خليفة السطنبولي

في خطوة تهدف لترسيخ اللامركزية الثقافية وتوريث الذاكرة المسرحية للأجيال الصاعدة، شهدت الدورة الجديدة لمهرجان خليفة السطنبولي للمسرح بالمنستير، انفتاحاً لافتاً على محيطها الثقافي والتربوي.

حيث غادرت فعاليات المهرجان أسوار المركب الثقافي لتتوزع بين المكتبات العمومية، دور الثقافة، الساحات العامة والمؤسسات التربوية في مختلف معتمديات الولاية، مكرسة بذلك شعار “المسرح للجميع”.

وفي هذا السياق، انطلقت الفعاليات يوم 6 ديسمبر 2025 بلمسة وفاء لروح الفنان خليفة السطنبولي، حيث احتضنت المكتبة الجهوية بالمنستير وتحديدا قسم الأطفال عرضاً في فن الحكي حول السيرة الذاتية للممثل والمسرحي خليفة السطنبولي بتأطير الحكواتية لطيفة اللبان، بالتزامن مع ورشة رسم بالمكتبة العمومية بجمّال لاستحضار صورته في الذاكرة.

وتواصلت الأنشطة بورشات تكوينية متخصصة، حيث احتضنت دار الثقافة بالساحلين يوم 7 ديسمبر ورشة “الإلقاء المسرحي” مع الأستاذة أميمة الأحيو، فيما شهد مركز الفنون “بريكو آر” بالمنستير ورشة “خليفة السطنبولي في عيون الأطفال” بتأطير أسماء الحطاب.

وفي بادرة لتقريب الفعل الثقافي، حطّت المكتبة المتجولة رحالها يوم 7 ديسمبر بمدرسة أولاد سعيد بمعتمدية المكنين لتقديم قراءات مُمسرحة ومسرحية في فن خيال الظل بتأطير نضال عمارة، كما شهد يوم 8 ديسمبر نشاطاً نوعياً بالساحة العمومية بمسجد عيسى، تضمن صناعة الأقنعة والكتابة المسرحية للأطفال، مما حول الفضاء إلى ركح مفتوح للإبداع.

ولم يغفل القائمون على المهرجان عن مواكبة العصر، حيث تبرمج المكتبة العمومية بطبلبة يوم 11 ديسمبر ورشة مبتكرة لإنشاء فيديو بالصور المتحركة يوثق سيرة خليفة السطنبولي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، في دمجٍ بين التراث المسرحي والتكنولوجيات الحديثة.

وتواصلت الفعاليات يوميْ 12 و13 ديسمبر، بورشات في “فن الارتجال” بالمكنين مع ياسين بحرية، و”الأداء المسرحي” بالبقالطة، بالإضافة إلى مسابقات القراءة الممسرحة بقصرهلال، وإنجاز جدارية ضخمة لبورتريه السطنبولي، لتختتم الورشات في لمطة ببحث علاقة “الممثل بين الشخص والشخصية” مع المسرحي محمد مرابط.

وبالتوازي مع الورشات، نظم المهرجان سلسلة لقاءات فكرية تفاعلية في دور الثقافة بوحجر، بني حسان، الوردانين، وبنان، أشرف عليها أساتذة مختصون هم رضا العابد، علاء الدين ساسي، زياد المسعودي، ومحمد بن رمضان، للغوص في حياة خليفة السطنبولي وتأثيره العميق على المشهد المسرحي التونسي.

وإلى جانب الورشات التكوينية والأنشطة التفاعلية، تميزت الدورة 29 لمهرجان خليفة السطنبولي للمسرح ببرمجة عروض مسرحية في مختلف معتمديات الجهة، جمعت بين انتاجات الهواة والمحترفين والأكاديمين، في تكريس لسياسة القرب من الجمهور.

شهد يوم الأحد 7 ديسمبر حراكاً مسرحياً مكثفاً، حيث قدمت جمعية البحث المسرحي بطبلبة مسرحية “أوهام الغابة” بدار الثقافة بوحجر عن نص قاسم مطرود وإخراج سفيان شبيل، وفي ذات الوقت، استقبلت دار الثقافة بزرمدين مسرحية “الأقزام الثلاثة” لجمعية العطاء المسرحي بالساحلين، بينما احتضنت المكتبة العمومية بطبلبة مسرحية “زهرة الحياة” لجمعية منارة الفنون بجمال.

وتواصلت العروض يوم السبت 13 ديسمبر، حيث كان جمهور دار الثقافة بالساحلين على موعد مع مسرحية “بوراشكا” لجمعية البعث المسرحي بالمنستير، نص وإخراج نبيل الشهاد.

في انفتاح على المؤسسات الأكاديمية، سجل المعهد العالي للفن المسرحي بتونس حضوره يوم الخميس 11 ديسمبر عبر عملين من تأطير الدكتور أيمن العلاّن وعن نصوص للكاتب العالمي سلافومير مروزاك، حيث احتضن المركز الثقافي الجامعي مسرحية “The Prophets”، بينما عرضت مسرحية “سترة المخملين” بدار الثقافة المكنين.

كما سجل مركز الفنون الدرامية والركحية بالمنستير حضوره يوم السبت 13 ديسمبر بدار الثقافة بنّان عبر مسرحية “غضب”، نص وإخراج كمال العلاوي.

وتؤكد هذه البرمجة الثرية أن مهرجان خليفة السطنبولي ليس مجرد احتفالية عابرة، بل هو مشروع ثقافي يهدف لزرع حب المسرح في كل شبر من ولاية المنستير.

اترك تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.