تحت ظل الأحداث المتسارعة في العالم التي أدت إلى  سحق الإنسانية و قتل كل بذرات الحب و تضييق الخناق أمام العيش السلمي و الهادئ تتنزل أحداث مسرحية “Ratage” أو “الشافي و العافي” و هي انعكاس لواقع اجتماعي مؤلم طرحت بطريقة ساخــــرة تكشف العديد مـــــن الآفات التي يعيشها المجتمع التونسي. و هي حكاية شخصيتين “الشافي و العافي” يتشاركان نفس العمر (47 عاما) و نفس الظروف القاسية التي تحيط بحياتهما الشخصية.

كل منهما يسكن بمفرده في بيت صغير بالعاصمة، يعملان في الإدارة تحت ضغط أرباب العمل أحدهما أرمل العافي لم يعش مع زوجته سوى 6 أشهر ثم توفيت و اعتزل بعدها الجنس الآخر. و الثاني و هو الشافي لم يتزوج قط بل لم تكن له أي نوع من العلاقات مع الأنثى. تسود حياتهما الرتابة يلتقيان مصادفة في إحدى الأيام الممطرة و يصبحان فجأة أصدقاء. يرث العافي أموالا طائلة و التي ستغيّر حياتهما تماما، فيقرر هذا الثنائي أن يتحدى الوضع الاجتماعي الموبوء و ينتقلان إلى إحدى الأرياف لإحداث عالمهما المنشود. و هناك يرتطمان بواقع لا يختلف عن المدينة في مرارته فيتعرضان للتحيّل و الابـــتزاز و المـــــؤامــــرة و تبوؤ تجربتهما بالفشل. و المسرحية هي اقتباس عن رواية بوفار و بيكوشي توفي كاتبها غوستاف فلوبير قبل أن ينهيها و قد تخيّل لها الدكتور أنيس حمدي نهايتها و قام بتونسة أحداثها بشكل لا يخلو من الطرافة. و قام بإخراجها الفنان كمال الصغيّر و هو أستاذ تربية مسرحية و في رصيده العديد من الأعمال المسرحية التي قام بإخراجها و الأخيرة منها “ساعة الصفر” و “كاتورة بالاص” و “وقت إضافي” … و قام بأداء الأدوار مجموعة من الفنانين من خيرة الممثلين التونسيين و هم ناجي القنواتي و هاجر غرس و أنيس حمدي و محمد البرهومي و الممثل الصاعد غسان مبارك. هذا العمل من إنتاج شركة تكابس للإنتاج و التوزيع المسرحي بدعم من وزارة الشؤون الثقافية.