في سهرة راءقة قدمت فرقة كلندستينو للمسرح عرضها المسرحي ثورة دون كيشوت أمام جمهور جاء لمتابعة تجربة مسرحية شبابية قيل عنها الكثير بعد أن حققت جل أعمالها نجاحا لافتا وهو ما تأكد عند نهاية العرض حيث ابدع الممثلون بشكل غير مسبوق في التحكم في الركح وتقسيط مجهودهم فقدمو شكلا اداءيا متميزا جعل الحضور في تماه معهم.
ورغم الشكل الجمالي المعقد الذي اعتمده المخرج وليد الدغسني فإن الفكرة وصلت والمتعة حصلت من خلال اللوحات المتتابعة التي تحكي واقعا عبثيا عن أناس يقارعون المجهول للوصول إلى أهداف افتراضية لم تتحقق فتحولت أغلب الشخصيات إلى كائنات دون كيشوتية تتخبط وسط إيقاع سريع زادته التقنيات البصرية رونقا وقوة وكانت التجهيزات التقنية على غاية من الجودة وهو ما يحسب لإدارة المهرجان العريق الذي قدم صورة مشرفة عن تونس واعتمد على أجود الأعمال الفنية في تونس وخارجها واعتمد على فنانين شباب بدؤوا يجدون مكانهم وبقوة عند الجمهور ونذكر منهم وليد دغسني ..سيرين قنون ..حافظ زليط في المسرح ولبنى نعمان ..روضة عبدالله. .وحسن الدوس في الموسيقى.
عرض استثناءي أثبت أن المسرح التونسي مازال محافظا على تأثيره وقدرته على شد الجمهور وامتاعه فكريا وجماليا.
