الشاعر ة سنيا المدوري تفوز بجائزة المهرجان الدولي للشعر بتوزر
1 نوفمبر 2017دالي بن جمعة يطلق “قوم صور بلادك”
3 نوفمبر 2017في إطار ترويجه الاستباقي لبرنامجه السنوي أقام مركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس عشية الثلاثاء 31 أكتوبر أمسية دعي إليها طيفا واسعا من المثقفين في الولاية و من الفنانين و الكتاب و التقنيين الذين مروا عبر المركز في سنواته العشرين الماضية فساهموا في بناءه و ساهم في نحت تجاربهم و إثراءها و كاعتراف بجميله على قطاع المسرح في الجهة و على المركز كمدير مؤسس تم و بشكل خاص تكريم المسرحي ” صابر الحامي ” في شخص شقيقته الممثلة المسرحية ” سعيدة الحامي .
1 .. 2 .. 3 مسرح .. فاتحة الموسم الثقافي المسرح
تحت إدارة الفنانة ” نصاف بن حفصية ” و بوجود نخبة من الفنانين و التقنيين من ذوي الخبرة و الكفاءة العالية يدخل مركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس الموسم الثقافي الجديد من بوابة مسرح الطفل من خلال تظاهرة 1 2 3 مسرح و هي تظاهرة أريد لها أن تكون علامة ربط مستمر في المكان و الزمن مع الأطفال حاملي شعلة المسرح القادمين و الذين تجمعهم الرغبة في ممارسة فنون الفرجة بشكل عام .
تاريخيا تم استحداث مراكز الفنون الدرامية و الركحية على مستو وطني في تسعينات القرن الماضي لتعوض هيكليا ” الفرق القارة ” و التي أحدثت بدورها في فترة الستينات و قد جاء هذا التعويض كحتمية تاريخية مثلما وصفت حينها لإيجاد صيغة لتنظيم القطاع و حماية مبدعيه خصوصا من خلال قانون أساسي .
لم ير القانون الأساسي النور بل إن الوضعيات الهشة التي من أجلها جاء هذا ” التغيير ” في قطاع المسرح قد تحولت إلى وضعيات أكثر هشاشة بالخروج من الهواية الحقيقية إلى الاحتراف غير الحقيقي دون المرور إلى أبسط قواعد حفظ حقوق المبدع كإنسان بالدرجة الأولى و خصوصا من الذين لم تسعفهم التفاصيل في تلقي تحصيل علمي يجيز الالتحاق بالوظيفة العمومية .
رغم هذه الوضعية المائلة فإن العنصر البشري كان محددا داخل هذه الكيانات حديثة التكوين بأعمال و إنتاجات فنية على درجة من الحرفية و علو الكعب و لعل مركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس واحد من هذه المراكز التي تثابر حتى تبقى محتضنة للمبدعين و منتجة للإبداع .
“توحشت ” لثريا البوغانمي .. رغم أن بيتها من زجاج فقد رمته بحجر
قدمت الفنانة و الممثلة المسرحية ” ثريا البوغانمي ” في حفل تقديم التصور السنوي لبرمجة مركز الفنون الدرامية و الركحية بصفاقس عرضا متأرجحا بين المونودرام و الكورريغرافيا بجسد متحرك و ثرثار و بلسان مرفوع من الخدمة في سياق الكلام المؤجل لم تكن الكلمة مطلقا في البدء .
في البدء كانت الحركة و في البدء كان الرقص ثم كانت الموسيقى ثم كان ” التوحش ” تلعب ” البوغانمي ” في عرض ” توحشت ” على تفريغ هذه التسمية و إكسابها قراءات فالتوحش في منطوقنا الدارج فيه إحالة إلى ” الحنين ” و هو في لغته العربية إحالة إلى التحول إلى حالة من ” التوحش ” و الغريب أن التفسير و الأول و الثاني يلتقيان بل و ينصهران داخل هذا العرض القصير من ناحية المدة الزمنية.
أن يلقى بك في هذه العالم فجأة دون استشارتك فهذا أمر جلل يتطلب في درجة منه و حتى تحافظ على بقاءك لذات السبب المجهول الذي أتيت من أجله أن ” تنبت لنفسك أظافرا و أن تلبس ما يستر عورتك في عيون المحيطين بك أن تتسلح ” بالسكاكين ” أي أن تكون وفيا لما ذهب له تفسير اللغة العربية و أن ” تتوحش ” و هو ما ذهبت إليه ” ثريا البوغانمي ” من خلال موسيقاها و حركاتها من خلف الستار الزجاجي هذا بالإضافة إلى الكم من الفقد الذي تم تجسيده دون بنت شفة من خلال الحركات و من خلال الالتصاق بكل ما يؤثث المكان من متعلقات مادية أو حتى غير مرئية لشخص لا أحد يراه و لكن الجميع ينتظر خروجه هكذا فجأة من بين الجمهور أو من سقف المسرح أو أن يقع تحميله من خلال جهاز اتصال من حالة الافتراضي إلى الملموس .
رغم كسر الحائط البلوري و رغم حالة التحرر المعلن التي ترافق قرب انتهاء عرض ” توحشت ” فإن ” البوغانمي ” لم تكن خطية حتى في تحررها حين كانت تراوح بين المكانين خلف ما بقي من الحائط البلوري في حركة جنينية في حين و راشدة في حين آخر لكنها كانت تدور في فلك تحمل وزر بيت الزجاج و رمي كل شيء بالحجارة في قناعة عبقرية داخل سؤال من كان منكم بلا خطيئة .