عن دار ألكا للنشر: الكذابون يحصلون على كل شيء للروائي علي بدر
19 جوان 2017
في المسرح البلدي :يسرى المحنوش سيدة طرب بامتياز
20 جوان 2017
عرض الكل

فضاء ” البلكون ” : تجربة للتعميم وللفت النظر

 

عبر ” استصلاح ” بعض الفضاءات ذات الشرفات والمهملة والمتروكة دون استعمال يبدو أن تجربة ” البلكون ” الثقافي في صفاقس قد بدأت بعد في احتلال مكانها داخل المشهد الثقافي في الجهة علاوة على تحولها إلى ظاهرة حولت نحوها الأعناق على المستوى الوطني جماهيريا ورسميا.

تماما مثلما تشير إليه تسمية ” البلكون ” فإن تهيئة كل فضاء قصد استغلاله تقوم بالأساس عبر التركيز على شرفته المطلة بالضرورة على فضاء يمكن للجمهور من خلاله مشاهدة عرض موسيقي أو سينمائي أو حتى مسرحي مصغر بالإضافة الى فنون الحكاية والقول.

البداية كانت عبر استغلال عقار صغير بالمدينة العتيقة بصفاقس بتعهده بالإصلاح والتهيئة عبر إمكانيات بسيطة وذاتية تكفلت بها الجمعية التونسية لمسرح الطفولة والشباب وطيف من المجتمع المدني المهتم بالشأن الثقافي في الجهة ولعل العروض الأولى التي أقيمت بفضاء البلكون هي التي طبعت التوجه العام للمشروع في ذهن كل المتابعين وأيضا لدى المنظمين فخصوصية المدينة العتيقة التاريخية وحتى الروحية تجعل من الموسيقى المقدمة مثلا خاضعة لأذواق تجلت في حضور الفنان ” الهادي دنيا ” و “ياسر جرادي ” و عدد من الحكواتيين و الشعراء .

 

الحكواتي كمال العلاوي في بلكون المدينة العتيقة

الخصوصية التي تمتاز بها المدينة العتيقة في صفاقس والتي تضبط بالضرورة كل حراك ثقافي يمارس داخلها كانت ربما دافعا حقيقيا للتفكير في شرفة أخرى للفن والحلم تفتح في مكان ثان لتبلغ الجمهور الذي لم تسعفه ظروفه في الأولى ولتلبي في مقام ثان كل الأذواق الفنية.

” البلكون 0.2 ” تم اختياره وسط المدينة ” باب بحر” و رغم الوضعية السيئة التي كان عليها في البداية فإن المجهودات الجماعية التي إلتفت حول المشروع ساهمت في تغيير شكله الداخلي بشكل جذري و في ضرف زمني وجيز

ولعل أهم ما يميزه هو إطلالته المفتوحة على كامل وسط المدينة تقريبا حيث كان مسرحا للعرض الختامي لتظاهرة ” ريحة المدينة ” و التي شهدت إقبالا منقطع النظير رغم التخمة الثقافية التي ميزت المدينة ليلتها بعرض الفنان ” حسان عمارة ” بالمركب الثقافي محمد الجموسي في إطار مهرجان المدينة و العروض التنشيطية التي رافقت الإفطار الجماعي بشاطئ الكازينو و الذي أمنته ” تنسيقية البيئة ”  علاوة على عدد من الأحداق الأخرى و المتفرقة و لكن مدينة صفاقس ليلة 17 جوان كسبت رهانا آخر غير معلن يتمثل في القدرة على التعدد الثقافي في آن و توفير الفرصة لكل الأذواق و الوجهات الثقافية .

ليلة 17 جوان

 

تجربة ” البلكون ” هي رسالة بسيطة ومفتوحة موجهة للذين يهمهم الأمر وحتى للذين قد لا يهمهم مفادها القدرة على التغيير والفعل بمعزل عن الأرقام والاعتمادات المادية الكبيرة  شريطة توفر عنصر الإرادة و الإيمان بالذات فالبلكون في نهاية المطاف تجربة للتعميم و التطوير و لكنه و بالأساس دعوة للكل جماهير و رسميين حتى يفتحوا شرفاتهم لشمس الثقافة  .

اترك تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.