جمعيّةالعمل ضدّ الإقصاءوالتّهميش تروج للمنتوجات المحليّة في المؤسّسات
26 ديسمبر 2017بعد لقب أفضل فنانة لسنة 2017:الجمهور يمنح منال عمارة لقبا جديدا…
6 جانفي 2018اختتم الفنان لطفي العبدلي مساء الأحد 31 ديسمبر 9 سنوات من عمله المسرحي الكوميدي “صنع في تونس” والذي جاب به أغلب مناطق البلاد التونسية فضلا عن أكبر المسارح فيها على غرار قرطاج وبنزرت.
تسعة أعوام من النجاح الجماهيري في تونس وخارجها جعلته يستوي على عرش الكوميديا في تونس، تسعة أعوام ولا تزال مسرحية “عبدلّي شو” مطلوبة من طرف الجمهور التونسي، إلا أن الفنان لطفي العبدلي أبى إلاّ أن يخرج من الباب الكبير وأن ينهي علاقته بهذا العمل الفني الفريد وهو على قمة النجاح.
وقد عرف العرض الأخير كما العروض الأخرى إقبالا جماهيريا كبيرا توديعا لهذا العمل الذي يتحدث عن تونس والتونسيين في أدق تفاصيل حياتهم اليومية، يعود بهم أحيانا لسنوات الطفولة ومغامرات الصبا ويعود بهم للحاضر مسلّطا سهام نقده على العادات الاجتماعية الواجب إصلاحها وعلى النخب السياسية الحاكمة محاولا في ذات الآن عبر هذا العمل إصلاح ما يمكن إصلاحه.
العبدلي كان وفيا لما عهده عليه الناس وقدم لوحات وسكاتشات تحكي الواقع التونسي اليوم، تحدث في السياسة، عن العلاقات الزوجية، عن الحياة داخل الأسرة وطريقة تربية الأبناء وغيرها من المواضيع بطريقة فكاهية سلسلة جعلت الجمهور ينخرط في الضحك تفاعلا مع ما يطلقه العبدلي من نكات
يوجه لطفي العبدلي في هذه المسرحية سهام نقده في جميع الاتجاهات، ويجد متعة كبيرة في شجب مواقف أولئك الذي أخلوا بالتزاماتهم تجاه الشعب التونسي، ويستدعي هذا الفنان الأحداث التي مست التونسيين وأثرت في تونس ما بعد الثورة، الانتخابات، الحكّام وغيرهم
يسخر العبدلي من كل شيء تقريبا ويبدي اهتماما بالقضايا الراهنة، أزمة الهوية، الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وكل ما يمس تونس، ليبرز في صورة الفنان الملتزم بقضايا الشعب والمواطنين، يتحدث عن التونسي الذي ينفق أكثر ممّا يكسب، عن التونسي دائم الشكوى من الوضع الاقتصادي ولكنه في ذات الوقت ينفق بطريقة تجعلك تشك في ازدواجية شخصيته
تحدث عن طريقة تربية الأطفال في جيله وكيف تقوم الأم بربط ابنها إلى أثاث المنزل حتى تتمكن من قضاء شؤون البيت، وتحدث عن تحضير المرأة لنفسها استعدادا للذهاب لحفلات الزواج، وهي الفرصة الوحيدة آنذاك للترويح عن النفس، والأجواء المصاحبة لهذه الحفلات
لا يسأم العبدلي من العودة للحديث عن السياسة والسياسيين، عن أولئك الذين أوصلوا البلاد لوضع لا تحسد عليه، ولكنها في المقابل أفضل مما هي عليه دول أخرى قامت فيها ثورات، ففسحة الحرية والديمقراطية لا تقدر بثمن
يتميز هذا المشروع الفني بكونه ليس فقط عرضا مسرحيا كوميديا، ولكنه أيضا مشبع بالحركة وبالرقص، إذ أن لطفي بدأ مسيرته كراقص شارك ضمن الباليه الوطني ثم شارك في عروض فنية مختلفة على غرار الحضرة فضلا عن عديد الأفلام والمسلسلات، وقد تحصل على جائزة أفضل ممثل في أيام قرطاج السينمائية عام 2006 لأدائه في فيلم «آخر فيلم» للنوري بوزيد وعلى جائزة أحسن ممثل في مهرجان دبي السينمائي لسنة 2015 عن دوره في فيلم «شبابك الجنة» للمخرج فارس نعناع
مجموعة من السكاتشات اختزلت في ساعة ونصف الساعة الوضع العام في تونس دون أن ينسى ما جدّ مؤخرا في ما يتعلق بالخلاف التونسي الإماراتي بخصوص منع النساء التونسيات من ركوب الناقلة الإماراتية، حيث أفرد العبدلي السلطات الإماراتية ببعض السكاتشات المنتقدة لهذا القرار والمعلية من شأن المرأة التونسية التي أثبتت على امتداد سنوات طويلة كفاءتها وانفتاحها.
لطفي العبدلي بدا متأثرا بهذا العرض الأخير في تونس حيث سينطلق لاحقا في جولة عالمية تشمل فرنسا مرة كل أسبوعين فضلا عن دول أخرى في أوروبا وأمريكا وغيرها من القارات.