جائزة مؤسسة رامبورغ للفن والثقافة النسخة الثانية – 2018 فرصة للتموقع الثقافي على الصعيدين الوطني والعالمي
18 أفريل 2017
بالفيديو : بسبب الارهاب عبد الفتاح مورو ينسحب من بلاتو وجها لوجه وصالح الزغيدي يدخل على الخط…
2 ماي 2017
عرض الكل

الفنان المسرحي في تونس

gold mask of tragedy and comedy between a red theatre curtain

لم يكن ابدا قرارا هينا عندما رمى بنفسه في أتون مظطرم بالأفكار والاخيلة وراهن على وجوده رافضا لعدمية ممكنة.
كان يعلم أنه سيستهلك من جسده دما وماء ،وروحه يحزنها السؤال حول العالم واعاجيبه وكيف أن عمرا واحدا لايكفي للسفر عند اقاصي الحلم فحمل ماتبقى من حقيبة هرمة وبعض كتب لم يفهم فحواها قاصدا مدن الهروب والازدحام ودرس أصول الفن مستكشفا أسرار التجارب المسرحية الغابرة بكل ما حفها من ألم ولذة.
حملته قدماه إلى شوارع الضيق وصور أمثلة أخرى ارحب وأكثر اتقادا فانتفت الخطوط والخرائط واحتارت الذاكرة في النسيان .
فالحياة تأخذ غلابا والطريق قاس ومر، وماعليك إلا المكابدة والعناد والقفز على حفر خلفتها أزمنة مزيفة ..
ما أحر أن تكون واعيا ومن حولك كل العهود نكثت والناس نيام غرباء والآمال العظيمة لا حد لها هنا ولاشيء يوقفها.
مالذي تود فعله؟
أن اخصب الكلمات
هذا منطقي والكل يرغب في ذلك
أعلم ولكنني مختلف
جميعنا يتناسى الحياة
لا اتوهم
هل جربت الموت ؟
أدركت معناه
لا يكفي
ساجرب ثانية. .ابي علمني ذلك
ربما
علم أن ثمة مدن أخرى متخفية وفيها ما فيها من شغف وحنين فجمع ثلة من صحبه وخطب فيهم بثقة اغرته في المواصلة. .وعندما صمت لآخر مرة لم يجد سواه منصتا.
لا يهم. .سيأتي يوم ويعلمون، أن أكثرهم لا يشعرون وسيشعرون. .عندئذ سيتغير منهاج الروح وتفيض ابداعيته النائمة ويجلب جماهيرا هائلة تعاشر فنه وشخوصه وتهيم بكلماته وتسعد بالشعر الخالد.
كان ذلك حبرا يخط به أفكارا إلى أن التقطت عيناه بريقا لافتا في ابتسامة جذلى لفتاة ساحرة تموج بالفرح. .همس لها انت فتاتي التي ستسكن نبضي ولم يبرحها لحظة إلى أن صارت جبلا فرمى بروحه بين منحنياتها وسرح طويلا يكتب لاجلها ويعيش فيها حتى ابتلعته.
كان مستمتعا بالرحيل الأبدي الذي وهبته اياه ونمت كلماته زهرا وألحان وبات مسرحه زخما لا حد له وطموحه يعاند الزمن ونجح في ترويض المكان فصار طوع إرادته وكانت ظلالها تمتد في الفراغ حتى انبتت وردا وسعادة.
وقف في منتصف الطريق بعد أن حقق كل شيىء وشعر بالامتلاء والرضا وتمايل في خيلاء وانانية وبحث عن أمر آخر وهجرها غير عابىء وسافر إلى قمة الجبل شامخا أمام الريح غير أن شيئا ما كان ينقصه ويحطمه
عيناها.

وليد دغسني

اترك تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.