تواريخ عروض الزيارة لسامي اللجمي لشهر رمضان
23 ماي 2017قناة الحوار التونسي في رمضان: دنيا اخرى واولاد مفيدة والمنارة يوميا
24 ماي 2017تعرف أوربا خلال هذه الفترة من كل عام انتظام فعاليات بطولة أوروبا لرقص الشارع المفتوحة على فئات عمرية مختلفة وعلى مدارس الرقص المختلفة وتسهر منظمة الرقص المتحدة (UDO) على تنظيم هذا الحدث السنوي وهي المنظمة التي انطلق نشاطها الفعلي سنة 2002 لتصل في غضون السنة الحالية إلى جمع أكثر من خمسة وسبعين ألفا من المنخرطين المهتمين بالرقص موزعين على كل قارات العالم في أكثر من ثلاثين بلدا.
خلال نهائيات هذا العام والتي دارت فعالياتها في ” هولاندا ” حظيت المجموعة الألمانية المشاركة وللمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها بشرف الصعود على منصة التتويج حيث توج ” الصادق المسعودي ” باللقب عن الفئة العمرية الأرفع من الستة عشرة سنة وضمن المستوى الأقوى حيث يقع تقسيم الفئات العمرية في هذا المسابقة إلى قسمين بين المستوى الأقوى الأقرب للاحتراف والأقل الأقرب للهواية والمسعودي هو شاب تونسي الأصل يبلغ من العمر سبعة عشرة عاما.
القيروان.. اللغز
ظاهرة أكثر من غريبة تلك التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة بولاية القيروان ونعني بها ظاهرة انتحار الأطفال ولعل التركيز الإعلامي على الأمر أعطاه أبعادا أخرى إضافية ولكن الثابت في الأمر أن موضوعا بمثل هذه الدقة والخطورة لم يوضع بشكل جدي على طاولة الدرس والتشريح داخل الأطر الرسمية أو حتى المدنية.
بالعودة ثلاث سنوات تقريبا كان ” الصادق المسعودي “ابن القيروان وابن الأربعة عشرة سنة ينظر إلى موهبته في الرقص على أن لا مستقبل لها في تونس بالنظر إلى غياب تام لكل أشكال الدعم والتأطير باحتضان المواهب وصقلها ومساعدتها حتى تشق طريقها نحو المرتبة التي تلائم كل موهبة سواء كان هذا داخل المؤسسة التربوية أو حتى خارجها بين العائلة والشارع ونظرتهما المشتركة التي تقلل من شأن هذا النوع من الرياضة والفن وبالتالي من شأن كل من يمارسه.
قصة مغادرة ” الصادق المسعودي ” لمقر بعثة فريق الرقص المتواجد في فرنسا حينها ربما تشبه الكثير من القصص التي خبرناها والتي كان أبطالها رياضيين أيضا ولكن الاختلاف الوحيد ربما هو الفارق العمري بين كل هذه الحالات فاتخاذ مثل هذا القرار في سن مبكرة هو خطوة نحو المجهول.
بعد سنوات ثلاث من الغربة الاختيارية صعد نجم” الصادق المسعودي ” فجأة ليصبح حديث الصحافة الألمانية المختصة بعيدا عن أبسط التفاعلات الرسمية من تونس التي تعطي مرة أخرى المثال في إنكار أبنائها رغم أن مثل هذه الحالات تبقى محرجة للرسميين و لغير الرسمين ففي نفس الوقت الذي تعطي فيه هذه القصة المثال على الإيمان بالذات و بالموهبة و القدرة على تحقيق النجاح في أي نقطة ممكنة فإنها لا يمكن أن تتحول إلى مثال للتشجيع على الهجرة بكل أنواعها و لكنها في المقابل تبقى ناقوس خطر في آذان الدولة و حكوماتها حتى تجد أرضية لاستيعاب طموحات شبابها و أطفالها .